قادة القطاع المالي يناقشون الآثار المترتبة على اتفاقية بازل 3 والتطور المطرد لليوان كعملة عالمية
مدينة الكويت – الكويت، 11 مارس 2015: استضاف بنك الدوحة مؤتمرا في الكويت حول تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين القوى الاقتصادية الآسيوية مثل الصين والهند ودول مجلس التعاون الخليجي التي تشهد نمواً سريعاً. وجمع المؤتمر الذي عقد تحت عنوان “فرص التعاون بين الأسواق الآسيوية الناشئة ودول مجلس التعاون الخليجي” نخبة من الخبراء الإقليميين والدوليين من مجالات متنوعة مثل الأعمال المصرفية والتمويل والاستثمار والاستشارات التجارية، كما ناقش المؤتمر أيضاً التوجهات الناشئة في القطاع المصرفي.
ويعد المؤتمر الذي عقد في فندق جي دبليو ماريوت مدينة الكويت الاحدث ضمن سلسلة من المؤتمرات والندوات رفيعة المستوى التي استضافها بنك الدوحة في الأشهر الأخيرة ضمن دول مجلس التعاون الخليجي، ويأتي في إطار تعزيز التفاهم حول التوجهات المصرفية والاقتصادية الرئيسية وتوفير منصة لزيادة التعاون بين مختلف الهيئات من مختلف قطاعات الأعمال.
وأكد الدكتور ر. سيتارمان، الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة، خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر على مدى التكامل المالي الأوثق بين دول مجلس التعاون الخليجي وآسيا وكيف يمكن أن يستفيد كلا السوقين من تعزيز التوازن الاقتصادي. وقال الدكتور سيتارمان: “شهدت دول مجلس التعاون الخليجي على مدى العقدين الماضيين نموا اقتصاديا سريعاً بفضل عائدات النفط والغاز وازدهار قطاعي الخدمات المالية والسياحة. كما شهدت هذه الفترة أيضا بروز المنطقة كوجهة استثمارية رئيسية لمشاريع البنى التحتية. ولقيادة المرحلة القادمة من النمو، يجب أن تتطلع دول مجلس التعاون الخليجي إلى المزيد من التكامل والاندماج مع النظام المالي الآسيوي لزيادة مرونة السوق وتعزيز التعاون الاقتصادي مع دول مثل الصين والهند التي تغذي النمو الاقتصادي على الصعيد العالمي. وكانت كل من الصين وهونغ كونغ وسنغافورة والهند قد نجحت بشكل ملحوظ في العام 2014 في استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر. وقد حافظت الهند بشكل مستمر على مكانتها بين أكبر 10 شركاء تجاريين للكويت، ويتجاوز حجم الاستثمارات الكويتية في الهند 2.5 مليار دولاراً أمريكياً. ومن المتوقع أن تحقق الهند نمواً يتراوح ما بين 8 إلى 8,5 في المئة في السنة المالية 2016، كما أن معدل تضخم أسعار المستهلك كان عند 5,1 في المئة في يناير 2015. ومن المتوقع أن يكون عجز الحساب الجاري للسنة المالية 2015 أقل من 1,3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وأن يتم تحقيق هدف إبقاء العجز المالي عند 1,4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للسنة المالية عام 2015. وستسفر الزيادة في النمو الاقتصادي في الهند عن زيادة حجم التجارة والاستثمارات بين الهند ودول مجلس التعاون الخليجي”.
وقدمت السيدة كارلي رينزي، مدير توجهات وحلول العملاء – شعبة الشؤون المالية والخدمات المصرفية الدولية لدى شركة إيه إن زي سنغافورة عرضاً تقديمياً حول إتفاقية بازل 3 “Basel III” وآثارها على القطاع المصرفي في آسيا والشرق الأوسط. وتعد اتفاقية بازل 3 إطاراً تنظيمياً عالمياً يستند على معاملات مصرفية ونظام مصرفي أكثر مرونة، إذ وضعت في عام 2010 استجابة للأزمة المالية العالمية وزيادة الوعي المترتب على ذلك حول المخاطر المتعلقة بالأنظمة في القطاع المصرفي.
وقالت السيدة رينزي: “تهدف اتفاقية بازل الثالثة إلى زيادة رؤوس أموال والسيولة التي يجب توفرها لدى البنوك لتلبية الحد الأدنى من المعايير. كما أن تطبيق بنود اتفاقية بازل الثالثة يتباين في دول في منطقة الشرق الأوسط، وذلك على الرغم من أن أغلبية القواعد المتعلقة برأس المال هي أكثر صرامة من المعايير الدنيا التي اقترحتها لجنة بازل للرقابة المصرفية.
كما أضافت أن الحكمة تشير إلى أن الميزانيات العمومية للبنوك من المرجح أن يتم خفضها وأن المخاطرة ستتقلص، ولكن عكس ذلك قد يحدث أيضاً في ظل تنافس البنوك على المستويات والكفاءات التشغيلية.
كما شارك السيد عمرو الحداد، المدير التنفيذي، جاي بي مورجان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، رؤيته مع الحضور حول الدور المتنامي للرنمينبي (اليوان)، العملة الرسمية الصينية، في التجارة العالمية، حيث استشهد ببيانات إحصائية توضح تطور الرنمينبي كعملة عالمية، مبيناً توجه الشركات في الخارج للتحول إلى اعتماد استخدامه في الفوترة على نحو متزايد، وأشار الحداد إلى أن الشركات تتطلع للاستثمار في الصين أو تلك التي تقوم بالشراء من الموردين الصينيين، وكذلك الشركات التي لديها تعاملات كبيرة ذات اتجاهين مع الصين ستحقق فوائد كبيرة من هذه التوجه حول استخدام الرنمينبي.
ولفت الدكتور فارزام كمال ابادي، رئيس مجلس إدارة مجموعة التوجهات المستقبلية، الشركة الأمريكية المتخصصة في الاقتصاد الصيني في مجالات الاستثمار والاستشارات التجارية والعلاقات الإعلامية والتكتلات الحكومية، انتباه الحضور إلى العوامل التي تقود الصين لتصبح أسرع الاقتصادات الكبرى نمواً في العالم.
وقال الدكتور كمال ابادي: “نجحت الصين في السنوات الـ30 الماضية، في التحول من اقتصاد غير مضياف للمستثمرين الأجانب إلى سوق للشركات الناشئة الحرة ، ووضعت آليات إدارة ملائمة كفيلة بجذب أكبر حصة من الاستثمار الأجنبي العالمي المباشر. باتت الصين الآن منفتحة أمام المستثمرين الأجانب في عدد أكبر من القطاعات التي كانت سابقاً حكراً على المستثمرين المحليين”.
ووضع الدكتور كمال ابادي بالاعتبار التمويل والخدمات المصرفية والنفط والغاز والإعلام والترفيه والتعليم على رأس قائمة قطاعات النمو على المدى الطويل في الصين، أوضح أن السنوات الـ15 المقبلة ستشهد زيادة كبيرة في عدد من البنوك الصينية لترتفع من 1,400 بنكاً إلى حوالي 8,000 بنكاً لتسجل بذلك نموا يصل إلى ما يقارب ستة أضعاف خلال هذه الفترة.
يُعتبر بنك الدوحة أكبر بنك تجاري خاص في دولة قطر، كما أنه أحد شركات الخدمات المالية الرائدة في منطقة الخليج العربي. يُوفر البنك الذي تم تأسيسه في العام 1978 لعملائه من الأفراد والشركات التجارية والمؤسسات في قطر والمنطقة طرق جديدة لإدارة أمورهم المالية بشكل أفضل.