نظم المنتدى العالمي للتنمية المستدامة المؤتمر الدولي الثالث واحتفال مبادرة حماية الكوكب بقيادة الشباب في الفترة من 5 إلى 10 يونيو 2021. وقد شارك في المؤتمر الدكتور ر. سيتارامان، الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة بتاريخ 6 يونيو 2021 وتحدث عن أهمية تنمية وتعزيز مهارات القيادة لدى جيل الشباب وقدم التحية لذكرى الراحل الدكتور ر. ك. باشاوري ودوره في النهوض بالمجتمع.
وبهذه المناسبة، تحدث الدكتور ر. سيتارامان عن الشباب وإمكانياتهم غير المحدودة والتنمية المستدامة قائلا: “إذا كان لديك الدافع والتصميم والإرادة القوية فستنجح بلا شك في حياتك وستحقق كل ما تسعى إليه. ولتحقيق هذا الأمر، فنحن بحاجة إلى التعلم بشكل مستمر ودائم وأن نطور من مهاراتنا وإمكانياتنا حيث أصبح تطوير الذات أمرا ضروريا لا غنى عنه. كما يتعين علينا تطوير شخصيتنا وصقلها بالمهارات المختلفة وتعزيز قدرتنا. كما أن النجاح لا يعني غياب الفشل فطالما كنت قادرًا على التكيف مع التغييرات، يمكنك المضي قدمًا في تحقيق أحلامك. وقد أثبتت جائحة كوفيد 19 العواقب الوخيمة الناتجة عن خلل الأنظمة البيئية. فقد أجبرت الأزمة الصحية المتعلقة بهذه الجائحة الكثيرين على إعادة التفكير في علاقتنا بالنظام البيئي وتغير التنوع البيولوجي حيث أصبح الترابط بين البشر والنظام الإيكولوجي أمر لا يمكن إغفاله. وقد تم إعادة ضبط الاقتصاديات العالمية والأعمال المصرفية بعد الجائحة. وأصبحت ممارسات الحوكمة أمرا ضروريا لمواكبة هذه التغييرات. وتسهم القيادة القوية في تطوير المجتمع على أساس مستدام. ومن أجل المساهمة في بناء المجتمع، يجب علينا الشروع في تطبيق التنمية المستدامة ووضع أهداف طويلة الأجل لتحقيقيها. ونحتفل اليوم بالدور الهام الذي قام به الراحل الدكتور ر. ك. باتشوري، فبفضله ألهمني تطبيق التنمية المستدامة في بنك الدوحة كما تمكنت من عرض التحديات المتعلقة بالاحتباس الحراري والتغيرات المناخية في جميع أنحاء العالم. هذا ولا يمكننا مساعدة أنفسنا دون مساعدة الآخرين كما أن القضاء على الفقر المدقع وتحقيق الأمن الغذائي وتقليل آثار التغير المناخي أصبحت من الأمور القابلة للتحقيق، كما ينبغي تحقيق المساواة بين الجنسين للنهوض بالعالم. وتعتبر أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة هامة للغابة ويجب على الشباب قراءتها وتطبيقها. كما يجب على الشباب التركيز على الأهداف التي يرغبون في تحقيقها والمثابرة في الحياة لنيل ما يريدونه. وستصبح الحياة ممتعة للغاية إذا تم اتباع القيم والسلوكيات السلمية ودمجها في ممارسات حياتنا اليومية. ويجب أن يكون لدينا الدافع والانضباط لتحقيقها. ويجب أن نكون قادرين على المساهمة في المجتمع وحماية كوكب الأرض للأجيال القادمة. فإنني لا أزال أتعلم من جيل الشباب وأستفاد من خبراتهم الحياتية. وتمنحني ندوات المعرفة فرصة كبيرة للتواصل مع أشخاص مختلفين. فنحن نعيش في عالم مترابط ومتداخل ويتعين على الشباب أن يكونوا إيجابيين ومنتجين بشكل دائم وأن يديروا غضبهم بشكل أفضل وأن يحققوا آمالهم وطموحاتهم فالغضب يهدر الطاقة ويضيع الوقت، فنحن نعلم وندرك إن الشباب يريدون تحقيق أهدافهم ومتطلباتهم بشكل فوري وعاجل. وأود أن أؤكد مرة أخرى أنه يجب على الشباب التركيز على طموحاتهم وأهدافهم طويلة الأجل وألا يقارنون أنفسهم بالآخرين فيجب على الشاب أن يتفوق ويصنع مستقبله بالاعتماد على نفسه دون الانتظار إلى مساعدة الآخرين له.”
هذا ومن المتوقع أن تناقش مجموعة الدول الصناعية السبع الأمور المتعلقة بالتنمية المستدامة هذا الشهر. وقد جاءت الصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية من أعلى الدول المصدرة لانبعاثات الكربون. وبالتالي فإذا لم نسهم في بناء الاقتصاديات الخضراء، فإن المستقبل المستدام لن يتحقق للأجيال القادمة. ويعد بناء الاقتصاديات الخضراء هو الحل الأمثل للاستدامة العالمية ونحن بحاجة إلى تعاون عالمي لتعزيز مبدأ التنمية المستدامة. وتعد انبعاثات الكربون هي القضية الرئيسية التي يواجهها العالم. وتقوم البنوك والمؤسسات المصرفية كجزء من مسؤوليتها الاجتماعية بدور هام في حماية البيئة والمساهمة في التنمية المستدامة. ويجب أن تخصص البنوك والمؤسسات المالية ما لا يقل عن 10٪ من رأس مالها الأساسي لتنمية الخدمات المصرفية الخضراء وتنفيذ آليات التنمية النظيفة وأي مشروعات تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة ومعالجة الآثار الناتجة عن انبعاثات الكربون الصادرة من المشاريع التي تمولها تلك البنوك. كما يجب الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للقطاعات الاقتصادية الرئيسية وتحديد البصمة الكربونية. وبناءً على البصمة الكربونية في مختلف القطاعات الاقتصادية، يتم اقتراح العديد من المبادرات الهادفة إلى تعزيز الاقتصاديات الخضراء مثل تمويل المشاريع الخضراء، ومخطط آليات التنمية النظيفة، والخدمات المصرفية غير الورقية. وقد أطلق بنك الدوحة العديد من المبادرات في مجال الخدمات المصرفية الخضراء كما شارك في تمويل العديد من المشاريع البيئية ومنها بناء مشروع الخزانات الاستراتيجية الكبرى لتأمين المياه للمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء. وستصبح إطار أهداف التنمية المستدامة أكثر عالمية في وقتنا الحالي. كما علينا تحقيق المساواة في الدخل بين الجنسين، وتعزيز القيم الإنسانية للمساهمة في خلق عالم أفضل. هذا وتتبنى معظم الشركات الأطر البيئية والاجتماعية والحوكمة التي تكشف عن أنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات. كما تمكّن المسؤولية الاجتماعية للشركات من تحقيق التوازن بين أهدافها وإدارة المخاطر من خلال مراعاة البعد المجتمعي والبيئي. وعليه، علينا إثراء المجتمع الذي نعيش فيه بشكل أفضل للتمتع بمستوى حياة أرقى وأفضل.